البحث

البحث

التغريدات

المتواجدون الان

انت الزائر رقم : 152928
يتصفح الموقع حاليا : 24

احصائيات الزوار

1
زوار اليوم الحالي
1
زيارات اليوم الحالي

عرض المادة

ذبحُ الأُم ثمرةُ البدع

ذبحُ الأُمِّ ثمرةُ البدع ! 

 
ينبغي أن يكونَ رَصْدُنا لردودِ الفعل يوصلُنا الى حلولٍ حاسمة ، لا إلى شَجْبٍ واستقباح واستنكار ، فهذا لا يغني شيئا . 
 
الشئ الجميل الذي رأيته أن عموم المسلمين هم أحسن الناس تناولاً لهذا الموضوع.
 
فاستطاعوا ان يربطوا بين داعش وأخواتها والسبب الرئيس في انفلاتها ، ألا وهو إدراكُ عمقِ المعنى الحكيم الذي جاء فيه أكثر من مائة حديث عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الصبر على الولاة وإن بدر منهم ظلم ، وتحريم الخروج عليهم ، ووجوب طاعتهم في المعروف ، حتى لم يَخْلُ كتاب مختصرٌ أو مطوّلٌ في إعتقاد أهل السنة إلا وذُكِرَ فيه هذه العقيدة ، وهذه عقيدة أهل السنة فقط خلافاً لكل الفرق القديمة والحديثة .
 
ومن النقاط المهمة في هذا الإعتقاد : ( ألا ننازع الأمر أهله ) أي أن لا يتدخل في عمل الدولة (ولي الأمر) المختص به.
 
إن أي استنكار على داعش لا يُصاحبه الإقرار بهذا الإعتقاد والمبدأ هو عبثٌ محض ، لأنه سيُبقي الباب مفتوحاً لعمل داعش حتى لو لم يكن هذا العمل وارداً من قبل .
 
 
نحن بحاجة لمعالجة حقيقية عميقة ، تجتث هذه الأعمال قبل مهدها ، وهو الإقرار والإجتماع على مذهب واعتقاد أهل السنة في التعامل مع ولاة الأمور .
 
أما أن يأتي آتٍ ويقول إنها مشكلة فكرية لا تنفع فيها المواعظ ، وآخر يذكر بمحاكم التفتيش وأن القتل لا يختص بالمسلمين وثالث يُرجع السبب إلى الظلم والإضطهاد ، فكل ذلك خيانة للدين والحق.
 
إن أي شخص يروّج لحدث يثير مشاعر الغضب يُشارك في تعزيز مناخ الخروج على ولي الأمر ، هو سببٌ مباشر في إحاطة الشاب بالحضن الدافيئ من السخط والغضب على الأوضاع و ولاة الأمر الذي يدفعه إلى أحضان داعش.
 
وقد علمنا النبي صلى الله عليه و على آله وسلم هذه الحقيقة حين قال لا يقتل قاتل إلا وعلى ابن آدم الأول كفلٌ من دمه لأنه أول من سَنّ القتل.
 
الكل من أَهْلِ البدع وغيرهم هم مسؤولون أمام الله إذا لم يتوبوا ويرجعوا إلى الإيمان الواجب في اعتقاد أهل السنة في الولاة ، هم مسؤولون في خلق المناخ العام المساند لتثوير الشباب وتهيئتهم إلى خلاصة ثمرة الخروج.
 
والعجيب أن عموم المسلمين في هذا الأمر أفقه وأصدق في المعالجة من الكثيرين الذين يصيحون ويستنكرون وهم يدهم بيد داعش في عدم اعتقاد شرعية أنظمتنا ودُوَلِنا ، أو يُبقون الأمر مفتوحاً للخوض السياسي في الأحداث والذي يضر ولا ينفع !
 
 
 
 
 
 
كتبه : الشيخ أحمد السبيعي
بتاريخ ٢٨ رمضان ١٤٣٧ هـ
الموافق ٣ / ٧ / ٢٠١٦

  • الثلاثاء AM 06:07
    2016-07-05
  • 2563
Powered by: GateGold